sabato 7 febbraio 2015

ماتاريلاّ رئيس إيطاليا الجديد... صوت السلم الذي خَبِرَ النار


ماتاريلاّ رئيس إيطاليا الجديد... صوت السلم الذي اكتوى بالنار



عبد المجيد الفرجي*
أبدى الرئيس الجديد للجمهورية الإيطالية، سيردجو ماتاريلاّ (74 سنة)، في كلمته بمناسبة أدائه لليمين الدستورية أمام البرلمان، يوم الثلاثاء، 3 فبراير الجاري، اهتماما وافرا بحماية الحريات وطمأنة المجتمع الإيطالي، والتشكيلات الدينية، الأكثر حساسية في بلاده، حاضنة الفاتكان، حيث قال إن " ممارسة العنف باسم الدين أصبح فصلا مغلقا في التاريخ لسنوات طويلة"، في إشارة إلى الإرهاب.
لقد خصص سيردجو ماتاريلاّ، الرئيس الجديد لإيطاليا محورا مطولا للإرهاب، في كلمته أمام ممثلي الشعب، بما يناهز 340 كلمة، وهو الرقم الذي شكل ضعف الكلمات المخصصة لمحور المافيا، التي انحصرت فقط في 170 كلمة، رغم ترتيبها أولا قبل الحديث عن الإرهاب.
وهكذا فقد حرص الرئيس متاريلاّ، ابن مدينة باليرمو (الذي اكتوى بنار الإرهاب حين اغتالت المافيا عمه سنة 1980 وهو يرأس جهة صقيلية)، على بعث رسائل يقظة، وتطمين واضحة للمجتمع الإيطالي، بمختلف تلويناته، وعندما تحدث عن الإرهاب، كإحدى المخاطر التي يمكنها أن تهدد التعايش بإيطاليا، سلط الضوء بكثير من الاهتمام على الطائفة اليهودية بالخصوص، حينما رجع بالذاكرة الجمعية إلى بداية الثمانينات، قائلا: " أريد فقط أن أذكركم باسم واحد:  "قصة الطفل ستيفانو تاكيه، الذي قتل وعمره لايتجاوز سنتين، في الهجوم على المعبد اليهودي بروما عام1982".
 وقد خلفت هذه الإشارة التاريخية، بعدا سياسيا هاما لدى يهود إيطاليين، وهو ما عبر عنه ريكاردو باتشيفيتشي رئيس الجالية اليهودية في روما، حينما قال في تصريح صحفي لوكالة "آكي": "لقد استمعنا جميعا إلى الكلمات المؤثرة لرئيس الجمهورية، ماتّاريلا في كلمته أمام مجلس النواب"، فقد "ذكر رئيس الدولة ستيفانو غاي تاكيه"، قائلا إنه "كان طفل إيطالي، أحد أطفالنا " وبذلك "يكون قد احتضننا".
الرئيس الايطالي الجديد، المعروف عنه التزامه الديني  للمسيحية (حيث حافظ في يوم الأحد الأول من انتخابه رئيسا، على ممارسة قداسه الديني بكنيسة الرسل القديسين بوسط روما)، وهو الذي شغل عضوا بالبرلمان مابين 1983 و2008، ممثلا لـ"الديمقراطيين المسيحيين"، فقد نبه  ماتاريلاّ إلى "الخطأ الفادح" في رؤية "التحدي الرهيب للإرهاب الأصولي من منظور صراع الحضارات أو الأديان"، ومحذرا من زرع الرعب بين الناس بسبب مواجهة الإرهاب، وهو ماجاء في صريح كلامه بالقول إن "الدولة يجب أن تضمن حقوق المواطنين، وحياة هنيئة وحرة دون خوف"، إنها نظرة الرجل اليسارية التي بدت في خطابه الداعي لاحترام كثير من الحريات الجماعية والفردية، التي أوردها في حديثه عن ضماناته لحماية الدستور الإيطالي، وهو ما يبدو منسجما أيضا مع منصب الرجل كقاضي دستوري قبل تولي الرئاسة، وقبل ذلك مساره السياسي الحزبي، عندما كان صوتا للحريات في "الحزب الديمقراطي المسيحي"، حيث كان يمثل به تيار اليسار، قبل أن يلتحق بـ"الحزب الديمقراطي"، الذي يضم خليطا من الديمقراطيين المسيحيين، والشيوعيين.
كانت رسائل التطمين والأمل، والتعايش بين التلوينات الثقافية والدينية، ببلاد "الروم"، هي الأبرز في كلمة سيردجو ماتاريلاّ، الرئيس الجديد للجمهورية الإيطالية، فقد غلب على النصف الثاني لكلمته، الحديث عن محاربة الفساد، المافيا، الإرهاب، والحفاظ على السلام، مؤكدا على "ضرورة رفض الحروب والعمل من أجل السلام وتكريمه"، رغم أن آخر حقيبة وزارية قد تولاها ماتاريلاّ، هي وزارة الدفاع (1999-2001)، والتي كان يقود فيها عمليات الجيش الإيطالي ضمن حلف الناتو في حربه مع يوغوزلافيا.
*إعلامي مقيم بإيطاليا

 الرئيس الجديد للجمهورية الإيطالية، سيردجو ماتاريلآّ أثناء إلقاؤ كلمته امام البرلمان، يوم الثلاثاء، 3 فبراير 2015                          

0 commenti :

Posta un commento

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | JCPenney Coupons