mercoledì 7 giugno 2017

إرهاب طهران ينذر بانتقال معركة الفاعلين الإقليميين من سوريا إلى عقر دارهم




*عبد المجيد الفرجي

الحادث الإرهابي الذي شهده البرلمان الإيراني ومرقد الخميني  بطهران، وما لهما من رمزية سياسية (سلطة الشعب) ورمزية دينية (سلطة الحاكم)، مؤشر على تحول جديد في الصراع القائم بين الفاعلين الإقليميين بمنطقة الشرق الأوسط. عمل إرهابي في وقت حساس لا يمكن سوى أن يدينه أي عاقل.

وقع الحادث الإرهابي بإيران بعد أيام من زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (الذي يصفه البعض بالمجنون) للسعودية، وبعد حوالي يومين من توتر الوضع بشكل متسارع بين السعودية والإمارات من جهة، وقطر من جهة أخرى، باتهام الأخيرة بدعم الإرهاب وتقاربها من إيران، فيما ذهب متتبعون إلى ربط المشكل بسبب عدم سداد قطر لحصتها من الفدية/ الجزية التي طلبها ترامب.

ما حصل في إيران جاء بعد ساعات من تصريح وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل الذي حمل ترامب مسؤولية التوتر في الخليج.

ما يحدث في الشرق الأوسط قد ينذر بحرب خليج مفتوحة على كل الاحتمالات، قد تكون فيها الولايات الأمريكية هي المحرك والحاسم، ولأن الحرب هي المواجهة فإن هذه السمة تطبع تصريحات ترامب بل وتشجع وكلائه في المنطقة على خوض مغامرة الحرب.
 فقد وجه ترامب الرجل "المجنون" اتهامات مباشرة في تغريداته صوب قطر قائلا: "خلال رحلتي الأخيرة إلى الشرق الأوسط، ذكرت أنه لا يمكن أن يكون هناك تمويل للأيديولوجية الراديكالية، وأشار القادة الحضور إلى قطر"، ثم دون بعد ذلك تغريدة أخرى: "من الجيد جدا أن زيارتي للمملكة للقاء الملك السعودي وقادة 50 دولة بدأت تؤتي ثمارها… فقد أكدوا أنهم سيتخذون موقفا متشددا من تمويل الإرهاب". ثم قال أيضا "جميع الإشارات كانت تشير إلى قطر بدعمها للتطرف، ولعل هذا سيكون بداية النهاية لرعب الإرهاب".
ترامب "المجنون"، ذكي وصريح في كلامه واختياراته تؤكد صراحة قوله، فزيارته للسعودية وحصوله على 460 مليار دولار، بعدما كانت الأخيرة متهمة في أحداث 11 شتنبر وضرورة أدائها ثمنا لجبر الضرر، لم يوقف الرجل عند هذا الحد، بعدما وجه مدفعية تغريداته نحو قطر، وقد يأتي الدور بعد غد على دولة خليجية أخرى، حتى إذا لم تؤتى "الفدية"/ "الجزية" بالوعيد قد تؤتى بالنار،  فليس من الصدف أن يتولى وزارة الدفاع الأمريكية جيمس ماتيس "الكلب المجنون"، وهو اللقب الذي حصل عليه  الرجل بعد معركة الفلوجة سنة 2004 بالعراق، عندما قاد القوات البريطانية والأمريكية ضد العراقيين. وكان قد اشتهر بلغته الدموية حينما قال سنة  2005 في حلقة نقاش حول حركة طالبان أنه "من الممتع إطلاق النار على الناس"، نقلا عن موقع سي إن إن.

وكان ماتيس الرجل نفسه الخبير بالحرب في الخليج قد أشرف على قيادة القوات القتالية في حرب الخليج سنة 1991، ثم بعد ذلك أفغنستان.

مؤشرات من بين أخرى توحي أن متغيرا في الصراع الدائر بين الفاعلين الإقليميين، سيحصل على الأقل بتغيير مكان المعركة من ميدان سوريا، إلى عقر دارهم. أوحرب خليج جديدة، في منطقة تخبرها أمريكا جيدا.

أما الثابت فهو استمرار الماكينة الغربية في إنتاج السلاح وترويج سلعتها، في حرب خليج محتملة، كيفما كان شكلها، الرابحون فيها تجار الحرب والسلاح على حساب جثت المواطنين. الإنسان.
*إعلامي مغربي مقيم بإيطاليا




0 commenti :

Posta un commento

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | JCPenney Coupons