venerdì 11 settembre 2015

قصتي مع جريدة العلم "الغراء"


قصتي مع جريدة العلم "الغراء"

*عبد المجيد الفرجي

11 شتنبر، في مثل هذا اليوم من سنة 2002، كانت بداياتي ودهشتي "الاحترافية" الأولى في عالم الصحافة بجريدة العلم، بدعوة (لم تكن على البال) من الأخ، الصديق، والأستاذ وزير الاتصال الأسبق الراحل محمد العربي المساري رحمه الله، الذي اتصل بي هاتفيا  في الثاني من شتنبر من السنة المذكورة، وهنأني كثيرا، بعدما كنت قد أهديته نسخة من بحثي الجامعي، أسابيع قليلة بعد نيلي الإجازة في التاريخ، حينما حل ضيفا على ندوة في الاتصال، كنت أتشرف بتسييرها، في إطار الملتقى التلمذي للشبيبة المدرسية، بالهرهورة، تمارة.

حينما اطلعت على أرشيف جريدة العلم، منذ تأسيسها في سنة 1946 إلى غاية 1956، في إطار بحث تخرجي الجامعي: "اليهود المغاربة من خلال جرية العلم، تحليل الشكل والمضمون"، والذي ساعدني في إنجازه الراحل المساري... كنت أحس بأني أركيولوجي محظوظ، أكثر من طالب باحث في التاريخ والاتصال لحالة إعلامية.

هناك في المركز الوطني للتوثيق (الذي كنت أداوم على حضوره طيلة ستة أشهر من الثامنة إلى السادسة مساءَ)، كنت أستمتع كثيرا بـ "مستحثات" من زمن التأسيس للصحافة المغربية، وأنا أقرأ أعداد الجريدة الصادرة طيلة قرابة عقد من الزمن.

وكان الأستاذ المشرف على البحث جامع بيضا (مدير مؤسسة أرشيف المغرب حاليا)، الذي كنت الطالب الوحيد الذي يشرف على بحثه، بسبب صرامته القوية، قد مدد لي أجل إيداع البحث إلى غاية أيام قليلة من الامتحان، وشفع لي في ذلك ما كنت أحكيه له من متعة البحث في أرشيف الصحيفة، وقيمة المادة التاريخية التي كان مصدرها الأساسي المقالات المنشورة بـ "العلم".

كان الدافع الأساسي وراء اختياري لجريدة "العلم" كموضوع للبحث، يرتبط بحادث شخصي، حفزني لأرسم هدفا رسمته وأنا ابن السابعة عشرة سنة في الأول ثانوي، عندما أخذت عهدا على نفسي بأن أتعرف جيدا على هذه الجريدة بشكل علمي ومنهجي، بسبب واقعة عشتها ذات يوم من سنة 1996، حينما قدِمت إلى المقر القديم لـ"العلم" بشارع علال ابن عبد الله بالرباط، أحمل معي مقالا، اقترحته على أحد المحررين، فكان أن نهرني بصورة قمعية، عندما قال لي: "مايمكنش نشر ليك المقال ديالك، واش عرفتي شنوهي العلم... بالحق ممكن تنشر في الجرائد الأخرى، خاصك بزااااف ديال الوقت عاد باش تنشر في العلم". من يومها قلت "واش بغات تكون هاذ العلم كاع؟"، فقررت أن أعرفها أحسن من المحرر الذي "طردني"، فصارت المسألة عنادا (إيجابيا)/تحديا... مرت الأيام، وشاء القدر أن تناديني "العلم" بفضل الله والعزيز الراحل العربي المساري، ثم الزميل الذي نهرني، والذي لولاه ماكنت لأضع "العلم" هدفا علميا وعمليا.

كثيرون ممن يقفزون على الصيرورة التاريخية، قد ينظرون لجريدة "العلم"، كمنبر ضعيف بلغة المبيعات التي تسجلها اليوم، وينظرون فقط إليها كمنشور حزبي، وإن كان هذا الأمر جزء من الحقيقة، والتي تعيشها جل المنابر الحزبية وغيرها، حتى بعضها المستمرة في البلاد الغربية، فإنه من المجحف عدم القول للجيل الحالي، أو تجاهل البعض، إلى أن  جريدة العلم "الغراء"، التي تعد أقدم جريدة مغربية مستمرة في النشر (رغم المنع الذي عانت منه في العديد من المرات) كانت قد ساهمت بشكل جلي إلى جانب العديد من الجرائد (الرأي العام، المحرر، الاستقلال بالفرنسية...) أثناء وبعد الحماية الفرنسية، في تأسيس وفرض الممارسة الصحفية الوطنية، بكثير من التضحيات التي مارسها رموز من الرعيل الأول ( عمر بنجلون، عبد الكريم غلاب، عبد الجبار السحيمي، العربي المساري، خالد الجامعي...) الذين كان بعضهم (محمد البريني، عبد الرفيع الجواهري، عبد اللطيف جبرو...) جسرا للانتقال نحو تجربة الصحافة غير الحزبية مع تأسيس جريدة "الأحداث المغربية"، سنة 1998.

جريدة "العلم"، التي تقارب إقفال عقدها السابع، تتجاوز صفتها كمنبر "إديولوجي" في إطار الحزبية الضيقة، بل إنها تجربة إعلامية مغربية بامتياز، ملك للذاكرة الجمعية بالمغرب، تستحق مزيدا من الدراسة التاريخية والإعلامية، فهي تحتوي على كنز من الوثائق التاريخية المنشورة حصريا فيها، في فترات حاسمة من مسار المغرب السياسي.


كل عام وجريدة العلم "الغراء" متجددة، ومجتهدة، هي تهنئة وأمنية من تلميذ مر يوما من هناك.
*إعلامي مغربي مقيم بإيطاليا                                                 

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | JCPenney Coupons