venerdì 28 marzo 2014

تحليل صورة الفيلم الوثائقي التسجيلي مدخل لفهم "تاريخنا وأرشيفهم" Il documentario come fonte della storia contemporanea


le mardi 25 Mars. Heures Quazza Lab 10 h 00-12 h 00: Conférence PIERRE Sorlin, professeur émérite, Université de Paris-Sorbonne (Organisation:  doctorat en Arts et Musique).
Photos de Dams à Turin (doctorat en Art et musique), page Fecebook.
------------------------------------------------------------------------------------------------------------
Martedì 25 Marzo. Ore Quazza Lab 10 h 00-12 h 00: Conferenza PIERRE Sorlin, professore emerito, Università di Paris-Sorbonne (organizzazione: dottorato in Arte e Musica).
Foto del Dams di Torino (dottorato di ricerca in Arte e Musica), pagina Fecebook.

      "تحليل صورة " الفيلم الوثائقي التسجيلي" مدخل لفهم "تاريخنا وأرشيفهم                                   
*عبدالمجيدالفرجي

لم يخطر على بالي مشاهدة وثائق فيلمية نادرة، صباح ذلك اليوم (الثلاثاء 25 مارس). كنت على موعد غير مألوف مع تحف فنية، أشرطة وثائقية تعرض لبدايات السينما العالمية، تفتح الشهية لمحاولة فهم بعض أسرار صناعة "الفيلم الوثائقي التسجيلي"، واستعاب مدى أهمية الأخير كوثيقة تاريخية، قد تمكن من معرفة جزء من الماضي، 
ومحاولة فهم حاضر الغرب ومناطق أخرى، منها "المنطقة العربية".

لا يمكن للدارسين و المؤرخين في مجالات الفنون والحياة العامة، أن يعرجوا بسرعة على ما ورد في تلك الوثائق الفيلمية (التي سأشير إلى بعضها لاحقا)، من حيث المضمون والشكل، حسب تأكيد بيير سورلان، الأستاذ الفخري، بجامعة باريس السربون، صاحب المبادرة في تقديم مجموعة من الوثائق الفيلمية، خلال يوم دراسي، نظمه طلبة وحدة الدكتوراة في الفنون والموسيقى، بجامعة تورينو، إيطاليا.

أثارت انتباهي وثيقة فيلمية للأخوين لوميير، تحكي أوضاع  المرأة العاملة، بإحدى مصانع الآجور، بـمدينة " لوكارنو" السويسرية. وقام بتسجيل الشريط (وفق رواية بيير سورلان) مصوران يشتغلان لحساب الأخوين ، اللذين ارتبط اسمهما بعرض أولى الأفلام السينمائية التسجيلية، سنة 1895 بباريس.

قيمة الشريط المذكور تكمن في توثيق الأشغال الشاقة، التي كانت تقوم بها المرأة الأوروبية، في مصانع الآجور، وكيف أن خروجها للعمل ارتبط بمهن كان يزاولها الرجال أيضا.

 صور الشريط التقطلت بكاميرا "مخفية"، ليست مثيرة للإنتباه، على حد قول المحاضر... تظهر النسوة في الوثيقة الفيلمية غير منتبهات لآلة التصوير، حركتهن عفوية أثناء مزاولة العمل، وتوحي بكثير من الواقعية على عين المشاهد، خصوصا حينما تقترب بعض العاملات من الكاميرا فيواجهنها رأسا، دون انتباه للعدسة، من خلال صورة ثابتة، لقطتها متوسطة، تُظهر نصف الجسد العلوي، لمجموعة من العاملات، في مجال/ حقل متوسط.

 هناك في مجال الصورة، يبرز نشاط النسوة، وهن يحملن الآجور داخل جزء من فضاء المصنع بحيوية "ذكورية"، أذهلت إحدى الطالبات الباحثات في السينما، عندما عبرت عن ذلك في مداخلتها باليوم الدراسي المذكور. كان الحضور على موعد مع وثائق تسجيلية نادرة ومهمة (كما أكد الأستاذ الفخري بيير سورلان)، لابد أن تستوقف المؤرخين سواء في مسارالسينما أو الحركة العمالية وكذا النسوية.

وشدّ انتباهي أيضا، شريط وثائقي تسجيلي آخر، بعنوان "عيد وحدة إيطاليا" (لأحد المخرجين الهوا ة الإيطاليين كما أورد بيير سورلان)، أنتجه صاحبه سنة1951، والذي تشكل فيه النساء حشدا جماهريا استعراضيا، حينما كانت تكتسح الشيوعية البلاد، وتراهن على تعبئة الشارع العام، وهو ما يترجمه مجال/حقل صور الفيلم، الذي تميز بعمق واسع جدا، تغطيه جموع الناس سواء من الاستعراضيين، أو الجماهير التي كانت تتابع عروضا فنية على الطريق.  

أثارني كثيرا التناظر الحاصل على مستوى الحضور الجماهيري، بين الوثيقة الفيلمية التسجيلية بمناسبة "عيد الوحدة الإيطالية"، وعدد من الأشرطة الفيلمية التسجيلية التي وثقت للجماهير أثناء انطلاق مظاهرات "الربيع العربي".  سألت الأستاذ بيير سورلان عن وقْع الحضور الجماهيري المنظم في الوثيقة الأولى، ونظيره العفوي في الأشرطة الفيلمية الرقمية، التي تسربت من داخل مظاهرات "ثورة الياسمين" وغيرها من مشاهد الحراك الربيعي، فكان الجواب بسيطا لكنه أعمق.

يقول بيير سورلان، إنه كان مهتما بالفيديوهات التي صورت بثورة تونس سنة 2011، نظرا لتدفقها المنساب من قلب المظاهرات الشبابية، وذكر أن ما أثار انتباهه على مستوى مجال / حقل مجموعة من الصور هو "عمقها المتوسط، وإطاراتها التي كانت محددة غالبا في لقطات قريبة للأشخاص المتظاهرين"، وهو ما يفسر ازدواجية الدور الذي كان يقوم به المصور الهاوي، بين فعل التظاهر وتسجيل الحدث من وسط الجماهير في الشارع العام، وبشكل خفي في بدايات الحراك "العربي".

فيما يعتبر بيير سورلان أن المصور الهاوي الإيطالي في الشريط التسجيلي "عيد وحدة إيطاليا"، أيام زمن الشيوعية، كان يركز عدسة كاميراه على أخذ لقطات كاملة للأشخاص المتظاهرين، في مجال/ حقل عمقه واسع جدا، حيث تبدو أمواج من الناس، مترامية على  كل أطراف الصورة بشكل مثير، يوحي بالحشد، التعبئة العامة  والتنظيم المحكم للجماهير.

هكذا يمكن الاستنتاج  من خلال الأشرطة التاريخية : "المرأة العاملة بـ لوكارنو"، "عيد وحدة إيطاليا"، وعدد من الوثائق الفيلمية لتظاهرات ربيع الياسمين بتونس، كيف يساهم الإحساس والانتباه إلى وجود الكاميرا من عدمها (أثناء إنتاج الشريط التسجيلي الواقعي)، في تحديد نوع لقطات الصور، ومجالها/ حقلها، كما قد يفسر هذا المعطى الفني أحيانا مدى عفوية، أو تنظيم/ تصنع الناس في الشارع أو غيره...

إن الاشتغال على تحليل شكل الصورة الفني (على مستوى اللقطة والمجال/ الحقل)، وما يزخر به من رمزية ودلالات سيميائية، حاملة للرسالة/ المضمون في الوثيقة الفيلمية، أو الوثائقي التسجيلي، سيساعد كثيرا من الباحثين والدارسين "العرب" وغيرهم في التاريخ المعاصر عامة، وتاريخ الاتصال والسينما خاصة، بـ"المنطقة العربية" نحو قراءة عميقة لمواضيع وأحداث متنوعة من ماضي المنطقة، التي ينطبق عليها عنوان البرنامج الوثائقي الشهير "أرشيفهم وتاريخنا".  

* إعلامي مغربي مقيم بإيطاليا، باحث في الاتصال والسينما

0 commenti :

Posta un commento

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | JCPenney Coupons